القناة باتت تلعب دورا بارزا في كشف خبايا المنطقة
بثت قناة العيون الجهوية ، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزة المغربية أول أمس تقريرا يكشف تعرض أبرز فنان صحراوي لاعتداء جسدي عنيف في مخيمات تيندوف بالجزائر مقر قيادة جبهة البوليساريو، حيث هاجمت المطرب المعروف علال الناجم مجموعة محسوبة على رئيس الجبهة محمد عبد العزيز وزوجته خديجة حمدي وزير الثقافة، وقامت بتهشيم فكه بعد ظهر يوم الأربعاء 25 ابريل.
وكان الناجم قد انقلب على جبهة البوليساريو، وساند شباب التغيير في تيندوف، وعرفبأغانيه الثائرة والمنتقدة للأوضاع داخل مخيمات تيندوف، غير أنه صعد خلال الفترة الأخيرة من لجهته المنتقدة لما يقول إنه استبداد لقيادة البوليساريو وبحثها عن مصالحها الضيقة، مما جعله يتعرض لاعتداءات ومضايقات متكررة.
وكانت أغان للفنان الناجم مثل “مجهول المصير” و”اشكون نتوما اشكون” مثالا لما يقدمه من انتقاد لاذع لقيادة محمد عبد العزيز، وللأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكان المخيمات، فأصبح الفنان الشاب مصدر إزعاج للقيادة، ويعرف بألقاب منها “بلبل المخيمات” و “مطرب الصحراء”.
وجاء في التقرير الذي بثته القناة الجهوية في العيون أن الجوع، والضعف، و الخنوع ، والطريق الطويل نحو مصير غامض، كلها أسباب، جعلت الفنان علال الناجم يستمر في الإعتصام أمام مقر يلجأ إليه كل فنان، وهو مبني وزارة الثقافة، التي تديرها حرم زعيم البوليساريو، غير أنه “أخطأ العنوان و هو الباحث أصلا عن هوية و عنوان” حسب تقرير القناة.
وقالت القناة التي يتابعها آلاف المشاهدين على نطاق واسع في الأقاليم الصحراوية وموريتانيا وبعض المناطق المجاورة إن ما تعرض له الفنان الناجم كان “رسالة لكل من سولت له نفسه أن يحمل شعارا أو يفتح فمه بسؤال أو استفهام”، واصفة الفنان الصحراوي بأنه يتميز “بحس مرهف يتحرك لكل حدث أو مشهد”.
وكانت جبهة البوليساريو سحبت في وقت سابق جواز السفر الجزائري من المطرب علال الناجم، و طردته من عمله في الإذاعة، وأعطى قادة الجبهة أوامر بمحاصرته في مقر إقامته وتجريده من كافة ممتلكاته، وتعرض للاعتقال والمضايقة عدة مرات خلال العام الماضي 2011.
ولعبت قناة العيون الجهوية خلال الفترة الأخيرة أدوارا بارزة في كشف خبايا بعض الأحداث في المنطقة، خاصة في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان والمضايقات التي يتعرض لها اللاجئون الصحراويون بعيدا عن أعين وسائل الإعلام.
وتتمتع القناة بقاعدة مشاهدين عريضة في المنطقة، وكان له دور مهم في كشف عدة خبايا في مجريات الساحة السياسية والحقوقية، إضافة لدورها في إحياء الثرات الثقافي والفناني الحساني المشترك.