في كل عام وخلال الايام الاولى من شهر ابريل اعتاد كثير من الشعوب حول العالم خصوصا الاوربيون ، اطلاق احتفال او مهرجان غير رسمي ولا هو وطني يدعونه ” كذبة ابريل ” وفيه تنتشر الشائعات والمقالب والنكات والخدع .
منها ما هو ظريف مفرح ومنها ما هو سيء مترح ..
وحيث ان الحركة الوطنية جزء لا يتجزأ من مكونات العالم – ذات التوجه الاوربي – ابت الا ان تشارك في ( كذبة ابريل ) تماشيا مع الثقافة الغربية واقتحاما لتيار العلمنة…
فأطلقت الحركة في السادس من ابريل العام الماضي اعلانا مدويا عن اقامة ” دولة ازواد ” .
دولة طال انتظارها وحلم تعلقت به القلوب والافئدة لاجيال عديدة وفي ازمنة مديدة…
( الحركة الوطنية الازوادية ، لا تسأل احدا عن قيام دولتها…!!! ) هذه الكلمات هي ما اجاب به المتحدث الرسمي للحركة اثر سؤال عن ردود الفعل الدولية الرافضة للفكرة من اساسها ، عن اعلان الدولة في مقابلة مع قناة الجزيرة حول الامر – …
حقيقة كلنا على يقين وقتها بان الحلم من الصعوبة تحقيقه لكننا ماضون خلف قادتنا – الحركة – للوصول اليه مهمى كلفنا ومهمى طال بنا المضي خلفه .
عازمون ومستعدون لخوض كل الغمار والصعاب باموالنا واهلينا وارواحنا…
تم اعلان الحكومة عاجلا وتخلل ذلك اجتماعات مكثفة تارة مع العلماء واخرى مع سادة القبائل واعيان الشعب ثم حركة انصار الدين الازوادية …
كثفت الحركة ظهورها الاعلامي واعلنت غير مرة وفي اكثر من مناسبة ” لا تنازل عن الاستقلال ولا تفاوض مع مالي ونطالب بحق تقرير المصير ” …
وبخصوص المتطفلين والفطريات – على حد تعبير الحركة – ” الجماعات الجهادية ” .
نفت الحركة اولا اي تواجد لهم على الارض !!! .. ثم انخفض الامر الى الاعتراف بوجودهم لكن دون اي دور يذكر ولا اي سيطرة !!!.. ثم اخيرا تقر الحركة ( نتشاطر معهم المدن لكن دون اي اتصال ولا تنسيق ونحن لنا اليد العليا في ازواد ونطالبهم بالرحيل فورا عن ارضنا !!! ) بل ونحن في الحركة قادرون على محاربتهم واخراجهم من ارضنا الا اننا ” لا نريد خوض حرب بالوكالة . انتهى …
وفجأة !!! …
حركة التوحيد والجهاد تطرد الحركة الوطنية من دولتهم ازواد ومن عاصمتهم ” غاو ” هكذا وبكل بساطة بلا قتال يذكر ولا مقاومة تذكر…
وخلال يومين فقط. تنسحب الحركة مرة أخرى من ” تيمبكتو ” ثم ” كيدال ” …
الرئيس جريح في ” بركينا فاسو ” !!!
ورئيس القوات المسلحة اختفى في الصحراء !!!
واعضاء الحكومة ” النواب والوزراء ” كل واحد منهم في واد هائم على وجهه منهم من اختفى حتى اليوم ومنهم من استقال وقليل من عاد وظهر لتبدأ سلسلة ” قادمون وعائدون !!! ” التي استمرت حتى التدخل الفرنسي …
وكل يوم تتجلى فضيحة جديدة وتنكشف اقنعة ويظهر زيف الشعارات وتخفت بعض الاصوات الرنانة..
وبعد عام كامل لم نعد نفهم شي فلا الخطاب هو ذاته ولا المطالب ذاتها .
مجرد اسماء وشعارات وحتى الشعارات تغيرت جذريا اما الافعال فحدث ولا حرج واصبح البقاء والزوال مرهون بالارادة الفرنسية التي هي اولا من ملكنا لمالي.
” هي الخصم وهي الحكم ولا حول ولا قوة الا بالله ” ….
بالامس ترفض الحركة مجرد التفاوض مع مالي واليوم هي في راس حربى جيوش فرنسا والافارقة المحاربين من اجل وحدة مالي جنبا الى جنب مع القوات المالية التي تستهدف المدنيين الازواديين العزل – مواطني دولة ازواد المزعومة – …
بالامس ” التنازل عن الاستقلال مرفوض ” .
واليوم لا حديث حتى عن مطالب مادية بينما المواطنون مشردون في المخيمات ومطاردون في البراري ويذبحون عيانا بيانا ولم نسمع من الحركة شجب ولا استنكار فكيف بحمايتهم هذا ان لم تساهم في استهدافهم كما ثبت في بعض الاعتقالات و يتهمها به البعض في ” الخليل ” ومحيطه …
بالامس الحركة ترفض الدخول في حرب مع الجماعات الجهادية من اجل الحرص على الوحدة الوطنية كما تزعم .
واليوم تستهدف الميليشيات العربية فضلا عن محاربة المجاهدين ضد فرنسا واعوانها.
المجاهدون الذين وان اختلفنا معهم في بعض السياسات ، الا ان رابطة الدم والدين تجمع بيننا وبينهم فضلا عن كونهم المقاومة الوحيدة للغزاة والثائر الوحيد لدماء المدنيين العزل الذين يقتلون عيانا بيانا نهارا جهارا بمباركة فرنسا نفسها. !!! …
على كل حال هي ” كذبة ابريل الازوادية ” بكل جدارة واستحقاق ندخل بها العالمية والسجلات التاريخية من اوسع الابواب ونحتل بها المراتب الاول عالميا فلم نسمع يوما بدولة بلا قيادة ولا جيش ولا ارض ولا دستور ولا حتى مباديء فضلا عن العقائد…
واخيرا.. علت الاصوات هذه الايام..
كثير من الاصوات التي صدقت الكذبة وانطلت عليها الخدعة واحبتها واطمأنت لها.
علت تطالب بالاحتفال بما اسموه ” اليوم الوطني ” ..
لا اعلم هل حقا انطلت عليهم كذبة ابريل ام انه مجرد حلم يرفضون الاستيقاظ منه او انه من باب ” كذاب ربيعة احب الينا من صادق مضر ” . !!!…
تهانينا للحركيين و كل كذبة وانتم بخير…