في ظل العدد الهائل من الشكاوى المتعلقة ببعض العراقيل المصاحبة للعملية الانتخابية، انطلقت عمليات التصويت في ولاية العصابة صباح اليوم؛ حيث يتراجع الانتماء الحزبي أمام تغول وهيمنة التنافس العشائري في أبشع تجلياته؛ فلأول مرة في تاريخ التجربة الديمقراطية في موريتانيا؛ يمارس منتسبوا الأحزاب بشكل علني ازدواجية في الانتماء على هذا النحو؛ فبينما يقوم المرشح الاتحاد من أجل الجمهورية في اللائحة النيابية الجهوية بدعم لائحة حزب الحراك الشبابي في بلدية أغورط؛ يقوم خصمه المرشح عن حزب الوئام في نيابيات مقاطعة كيفة بدعم لائحة الإتحاد من أجل الجمهورية في بلدية أغورط المنافسة للائحة الحراك الشبابي. هذه المفارقة ليست الوحيدة؛ فالخصام السياسي يأخذ عدة لبوس في مقاطعات وبلديات الولاية الأخرى متجردا من الانتماء الحزبي وملتحفا بالمقابل عباءة التحالفات القبلية؛ تلك التحالفات التي لم يسلم منها بعض أنصار أحزاب المعارضة المقاطعة، حيث يصطف هؤلاء بحسب انتماءاتهم وصداقاتهم العشائرية والجهوية مع هذا الحلف أو ذاك.
وقد تمكنا من رصد بعض العراقيل والشكاوى التي تعيق انسيابية عمليات التصويت خلال تجوالنا في بعض مكاتب الاقتراع؛ حيث يشكو المواطنون من عدم وضوح شعارات بعض الأحزاب مع كثرة اللوائح الانتخابية؛ وهو ما تسبب في بطئ عملية التصويت من جهة، هذا فضلا عن أن توزيع بطاقة الناخب كان ضعيفا إن لم يكن انتقائيا من جهة أخرى.
يضاف إلى هذه العراقيل بعض الصعوبات الفنية واللوجستية كعدم جاهزية هذه المكاتب؛ حيث تفتقر إلى أبسط المقومات الضرورية كالمقاعد والنوافذ وغيرها.