أكدت مصادر استخباراتية مالية أن تنظيم القاعدة في ببلاد المغرب الإسلامي يسعى إلى إنشاء ميليشيات من الأفارقة الزنوج “الذين يصعب الاشتباه بهم عكس العناصر العربية، والذين لا يخضعون لرقابة ومتابعة دوائر المخابرات الدولية”.
وتحدثت معلومات سابقة عن تواجد قوي للقاعدة في غابة واغادو قرب مدينة نارا المالية (على بعد 50 كيلومتر من الحدود الموريتانية)، مشيرة إلى أن قدراتها تعززت الأسبوع الماضي بانضمام 6 سيارات محملة بالأسلحة الثقيلة إلى صفوفها.
وأكدت المصادر الغابة تعتبر أكبر مخزن للمحروقات تتم تغذيته من موريتانيا قبل توزيعه على الخلايا والثكنات المتفرقة في الصحراء الكبرى، وأن رجالا، يقدمون أنفسهم على أنهم عناصر من تنظيم القاعدة، وصلوا، قبل أيام، منطقة تمبكتو المالية قادمين من ضواحي تيشيت بموريتانيا.
وقالت المصادر، نقلا عن شهود عيان، أن الرجال وصلوا قرى قرب تمبكتو في حوالي 15 سيارة، وأنهم اشتروا بعض الحاجيات من الأسواق المتجولة ووزعوا على السكان كثيرا من الملاحف والأقمشة والأغذية وطلبوا منهم “الترحم على الشهيد بن لادن” الذي قتله كوماندوز أمريكي بداية مايو الجاري.
وقال تاجر ممن التقتهم العناصر المسلحة: “لقد تحدث إلينا هؤلاء الرجال عن بن لادن، وقالوا بأنه الآن يتمتع في الجنة التي وعده الله” وأنهم “سيثأرون له عاجلا”، وأضاف الشهود أن “الرجال المذكورين غادروا القرية كما دخلوها دون أن يقلقهم أي شيء”، كما أضافوا أن سوق “ازويره”، قرب تمبكتو، شهدت هي الآخر زيارة نحو 20 سيارة تابعة إلى تنظيم القاعدة ومحملة بأسلحة ثقيلة، وأن العناصر الموجودة بها قامت بنفس الشيء: توزيع مؤن، وطلب الدعاء الصالح، والتوعد بالثأر.
ونسبت المصادر إلى منتخب محلي فضل عدم ذكر اسمه قوله: “إنها عودة الإسلاميين إلى الصحراء الكبرى. لقد خفت حركتهم منذ أشهر بعد مجموعة الهجمات التي شنها ضدهم الجيش الموريتاني داخل الأراضي المالية، أما الآن فمن الملاحظ أنهم يعودون إلى الظهور والتحرك المتنامي. إنهم يفكرون في القيام بشيء ما”.
وكان وزير خارجية مالي قد قال الجمعة إن مالي وموريتانيا والنيجر والجزائر ستشكل قوة مشتركة يصل قوامها الى 85 الف جندي لتأمين منطقة الساحل والصحراء التي تمتد عبر حدودها.
وقال الوزير سوميلو بوبي ميجا في قمة امنية اقليمية في مالي ان القوة ستبدأ العمل خلال 18 شهرا وستكلف بالقيام بدوريات في المنطقة والتصدي للجريمة المنظمة العابرة للحدود؛ بحسب تعبيره.