الفقراء.. والوفاء بالوعود.. ودعوات للرئيس بالابتعاد عن “سياسة الشعارات”
نواكشوط – محمد ولد أحمد العاقل
تتجه الأنظار صوب مدينة أطار شمال موريتانيا؛ التي منها سيطل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مساء اليوم في النسخة الثالثة من “لقاء الشعب”؛ الذي يخصصه في العادة لتقديم حصيلة منجزات خلال السنة الفارطة ويجيب فيه على عديد الأسئلة من مجل القضايا المطروحة.
الموريتانيون يتابعون هذا اللقاء وكل واحد منهم يتمنى أن يتحدث الرئيس في مجال اختصاصه ويقدم وعودا بتحسينه ويعلن على الملأ أن ذاك التخصص أو القطاع يتصدر اهتماماته دون غيره.. تلك أمانيهم.
أما كبار الساسة والسائرون في فلكهم فعليهم الحضور في عين المكان؛ ليكونوا في طليعة القوم المستمعين والتنافس على أشده محاولين إخفاء مطالب الآخرين.
هنا في العاصمة نواكشوط؛ يكاد الحدث لا يستقطب اهتمام سوى الفضوليين؛ ويرى البعض أن النسختين الفارطتين من لقاء الشعب احتضنهما نواكشوط؛ وتوهم الكثيرون أن لهذا الحدث نتائجه، ولم تتحقق.. أما نقل الحدث خارج العاصمة فيدخلوه في خانة المعادلات السياسية التي لاتهم الكثيرين.
“صحراء ميديا” تجولت في الأسواق والمحالات التجارية الخاصة؛ واستطلعت آراء بعض السكان حول “لقاء الشعب” وما يعلقونهم عليه؛ فكانت انطباعاتهم تحكي مرارة الحال.. ويضيق هامش الأمل فيها الذي لا يحجب مطالب يرونها أولوية ويتمنون أن يسمعوا عنها ما يسرهم في “لقاء أطار”.
السالك ولد الصبار؛ تاجر سيارات؛ أكد أنه يتوقع من الرئيس “تخفيض الضريبة الجمركية على السيارات وقطع الغيار”؛ خاصة السيارات من فئة مرسيدس؛ لأنها هي السيارة “الأكثر انتشارا في موريتانيا؛ والأكثر قدرة على تحمل الصحراء الموريتانية الصعبة”؛ وفق قوله.
وأضاف ولد الصبار؛ أن استيرادها من ارويا أصبح “مجحفا بسبب مضاعفة الجمركة”؛ داعيا الرئيس إلى إصدار قرار بـ”تخفيض جمركتها إلى حدود 300 ألف أوقية”.
من جهته؛ قال حمزة ولد إبراهيم تاجر قطع غيار سيارات ؛ إن العاملين في الميدان لا يهمهم “لقاء الشعب” إلا إذا تطرف فيه الرئيس لمشكل القطاع الخاص؛ خاصة مستوردي قطع الغيار؛ مطالبا إياه بـ”تخفيض الرسوم المفروضة على أوراق السيارات لأنها تضاعفت في ظل نظام ولد عبد العزيز 3 مرات؛ وهو الذي يرفع شعار رئيس الفقراء”؛ على حد وصفه.
احمد ولد ودو؛ حارس؛ أكد أنه لا يفهم في السياسة ولا يتحدث فيها؛ إلا أنه على الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يطلق من خلال لقاء الشعب “وعودا تلامس واقع الفقراء خاصة شريحة الحراس وعمال المنازل والعمال غير الدائمين والعقدويين” بوصفهم فئات اجتماعية عاشت الفقر في السابق؛ وتولد لديها الأمل مع وصوله للسلطة؛ ولكن على ارض الواقع “لم يتحقق لها شيء”؛ حسب قوله.
العامل المنزلي صمبه ولد محمود؛ اعتبر أن الرئيس يجب أن ينظر للفقراء الذين لم يروه قط إلا عبر شاشة التلفزيون؛ وعليه أن لا “ينشغل بالسياسيين الذي يرافقونه أينما حل وينافقون له ويحجبون عنه حقائق الشعب”؛داعيا إلى انتهاز فرصة “لقاء الشعب” لكي يلتف عزيز إلينا نحن “الفقراء ويحسن من ظروفنا فعلا لا قولا”؛ لأننا سئمنا الشعارات الفارغة ونريد تحويل الأقوال إلى أفعال”؛ يقول صمبه.
بدورها قالت مريم منت الناه؛ بائعة ملاحف في سوق العاصمة؛ إنها تتوقع من الرئيس أن يهتم بشريحة الفقراء خاصة سكان الإحياء التي ينتشر فيها الفقر؛ وذالك من خلال “إطلاق سياسة تلامس واقعهم كشرائح أنهكها الفقر وارتفاع الأسعار وغياب الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية”؛ حسب تعبيرها.
إلى ذالك؛ اعتبرت عيشة منت المختار مطرزة ثياب؛ أن شق الطرق وتشييد العمارات أولى منه توفير السلع والخدمات الصحية فـ”البطون الخاوية لا تمشي على الرصيف”.
وناشدت منت المختار؛ الرئيس “الأخذ بالأهم في سياساته”؛ فيجب أن يمنع “الاحتكار في السوق والمضاربة في الأسعار وينحاز للفقراء بسياسة تغنيهم ولا تفقرهم”؛ على حد وصفها