احتضن المركز الثقافي المغربي مساء الثلاثاء محاضرة فكرية تناولت واقع الكتابة والكتاب في موريتانيا في الماضي والحاضر والمراحل التاريخية التي مرت بها واستشراف آفاقها المستقبلية.
الكاتب والباحث د.محمد الامين ولد سيدي باب أمين عام وزارة العدل قدم الجزء الاول من المحاضرة بشكل مفصل قائلا إن هذا الموضوع يحتاج الى منهج خاص،لأن الكتابة فيه والمنهج المتبع في هذا الاطار لم يستقر بعد على منحى معين ولهذا يقول ولد سيدي بابه اعتمدت في هذا العرض على المنهج التاريخي في التعريف بالكتابة في موريتانيا وتاريخها وأصنافها واشهر الكتاب والمؤلفين دون تمييز بين الكتابة الابداعية والعلمية،بل اتناول المعرفة بشكل عام.
واستهل المحاضر حديثه حول اكتشاف الكتابة باعتباره اهم حدث شهده تاريخ الانسان لانه مكنه من تدوين افكاره وتحقيق تجاربه و الاحتفاظ بمعارفه ،مضيفا أن مختلف
الديانات السماوية والفلسفات رفعت من شان الكتاب لدرجة ان القران وردت فيه كلمة الكتاب اكثر من 200مرة بمختلف الايحاءات.
الديانات السماوية والفلسفات رفعت من شان الكتاب لدرجة ان القران وردت فيه كلمة الكتاب اكثر من 200مرة بمختلف الايحاءات.
وقال في سياق اخر أنه رغم تقدم الشعوب غير العربية في مجال الكتابة والتأليف فان العرب قد اسهموا في هذا المجال ابتداء من عصر التدوين،لكن عصر الانتاج العربي قد بلغ اوجه في القرن العشرين حيث تمثل نسبة ما انتج فيه اكثر من 80 بالمائة مقارنة بالعصور الاخرى.
أما في موريتانيا فقد عرف التأليف تطورا كبيرا منذ دخول الاسلام حيث اصبح ابناء الصحراء ” مصابيح ادب شاهدة عليه المكتبات الموجودة اليوم في المدن التاريخية والمكتبة الوطنية على ذلك رغم وجود العديد من الاكراهات.
وقدم ولد سيدي بابا عرضا تاريخيا للمؤلفات والسير والتراجم والرسائل الجامعية والكتب الابداعية التي ظهرت في هذه الارض ابتداء من كتاب الاشارة في ادب الامارة للإمام الحضرمي المرادي في القرن التاسع الهجري دون ان يغفل الخصائص التي ميزت المؤلفات الموريتانية كالقدرة على الحفظ والورع واحترام الافكار التى انتجها غيرهم والانفتاح على المناهج العلمية الحديثة.
اما د.محمد ولد سيد احمد القروي فقد ركز في تعقيبه على الكتابة في المجال القانوني وخصائصها المميزة.