بينما يقترب يوم الاقتراع في انتخابات الثالث والعشرين من نوفمبر انتشرت لدى الاحزاب واللوائح المتنافسة نسخ من بطاقات الناخب التى سيتم التصويت بها يوم الاقتراع.
وانشغلت الاحزاب ومرشحوها في حملة ثانية شكلت اهم ملامح الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية وتمثلت في تحديد احداثيات كل حزب من على خريطة بطاقة الناخب الجديدة التى جاءت في شكل وحجم غير معهودين ، حيث سيكون اقتراع الجمعة ـ السبت الاكثر تعقيدا من حيث طريقة التصويت بحسب خبراء ، فالبطاقات الجديدة هي بحجم صفحة كتاب من الورق الكبير بمساحة تقدر بمائة سنتمر تجاورت فيها شعارات الاحزاب المتنافسة والتى مزجت بين الحيوانات بمختلف اشكالها الاليفة والمتوحشة … والطيور الجارحة والكاسرة ما جعل الناخب سيكون امام حديقة حيوانات جمعت شتات الحيونات المختلفة في مطويات ورقية …
اكثر من خمسين حزبا تزاحمت بشعاراتها و لايفصل بينها ثقب ابرة وحيث انها تتماثل وتتشابه بسبب عدم جودة الصور فانه يصعب التمييز بين الغزال والمعزاة وبين الشمس والقمر وبين الشجر والنخل نظرا لرداءة الصور بحسب المراقبين هذا في وقت اتحدت بعض الشعارات كماهو حال الابريق الذي استخدمه اكثر من حزب والالوان التى استعملت من طرف الاحزاب المشاركة في الانتخابات ، وبدت معظم صور الشعارات غامقة … تحيط بها هالات رمادية حالت دون ان تكون الوان الطبيعية بارزة ناصعة ، ووسط هذه الضبابية كان التنافس على التموقع على الخريطة يثير جدلا واسعا رغم الانتهاء من تموضع المرشحين بشعاراتهم على الاوراق الانتخابية
الصراع على الحدود ..
رغم ان الخلافات على الحدود بين ملاك القطع الارضية لايزال الكثير منها مطروحا في مكاتب حكام المقاطعات وموظفي وكالة التنمية الحضرية فان نزاعا من نوع اخر قد شهدته عملية التموقع على الخريطة الانتخابية،ففيما رضيت احزاب صغيره بمواقعها محصورة في اماكن يصعب الوصول اليها لاداء الواجب الانتخابي فان احزابا اخرى في الاغلبية والمعارضة .. تنافست بقوة على التواجد في مساحات استراتيجية بحيث يسهل على الناخبين الوصول اليها كما يسهل على مسؤولي الحملات والمرشحين تحدها للناخبين دون الحاجة الى ادلاء في وقت سيكون على احزاب اخرى ان تخصص جيوشا من المتطوعين يوم الاقتراع لتبيان شعارات احزابهم للناخبين قبل الدخول الى مكاتب الاقتراع، وهي مهمة يرى سيد الامين الناشط السياسي انها مهمة صعبة خصوصا وان الوقت المحدد للاقتراع بيوم واحد سيؤدي الى ضياع الكثير من الاصوات لان الكثيرين سيسامون من الانتظار ويعودون ادراجهم ، ويتهم ممثلوا بعض الاحزاب الصغيرة ان اللجنة المستقلة للانتخابات قامت بعمل يشابه تماما عمل وكالة التنمية الحضرية حين منحت ذوي النفوذ والسلطة والمال مواقع استراتيجية على البطاقة االانتخابية وحرمت الاحزاب المغمورة من التموقع في اماكن يهتدي اليها الناخب بسهولة وهو الامر الذي من شانه ان يؤثر في النتائج لان غالبية المصوتين اميون يستجيبون اكثر للوسائل المجسمة كما ان ضعف البصر لدى الكثيرين قد يعيق وصولهم الى شعارات بعض الاحزاب ما يعني تلقائيا امكانية تصويتهم للاقرب اليهم من حيث التواجد على البطاقة الانتخابية ، وتعكس خريطة تموقع الاحزاب المتنافسة صورة مصغرة تماما للخريطة التنافسية على الارض حيث احتلت احزاب معينة اماكن مريحة على البطاقة .. فبينما تربعت احزاب عند الزاوية القائمة للائحة الوطنية سواء في الاسفل او الاعلى والاطراف وتوزعت الاماكن الاكثر جاذبية بين احزاب حاكمة واخرى في المعاهدة واحزاب اكثر راديكالية ، ويعتقد محمد ولد عبد القادر احد شباب المعارضة الذين قرروا مقاطعة الانتخابات ان ماحصل في العملية مماثل تماما لما يحصل عند التنافس للحصول على قطع ارضية في اماكن تجارية وهو يعتقد ان النفوذ والمال كانت لهم الكلمة الفصل في وضع بعض الاحزاب على الائحة الانتخابية ، وفي هذه الاثناء يشكو مرشحو بعض الاحزاب الصغيرة من عدم توفر السيولة المالية ليس فقط للحصول على مساحة بمواصفات استرايتيجية وانما لتنظيم حملاتهم الانتخابية ايضا في وقت اشارت مصادر في لجنة الانتخابات الى ان الاموال التى تم منحها لبعض الاحزاب استاثر بها رؤساء تلك الاحزاب وامروا مرشحيهم بالصرف عللاى حملاتهم من جيوبهم .