ثار الجدل في موريتانيا مؤخراً حول اتصالات سرية بين المعارضة والنظام، تحضيراً للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، ولكن الطرفين لم يكشفا أي شيء عن تفاصيل هذه الاتصالات.
مصادر خاصة قالت لـ « صحراء ميديا » إن حزب الحضارة والتنمية، المنخرط في صفوف الأغلبية الرئاسية الحاكمة، هو الذي أخذ على نفسه أن يكون « جسر » اتصال بين الطرفين.
وقالت هذه المصادر إن التحركات التي قام بها رئيس الحزب المذكور محمد فاضل ولد الشيخ محمد فاضل « لا تحمل أي طابع رسمي ».
وأشارت ذات المصادر إلى أن ولد الشيخ محمد فاضل أجرى لقاء « غير رسمي » مع محمد ولد مولود، رئيس حزب اتحاد قوى التقدم والرئيس الدوري للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، أكبر ائتلاف معارض في البلاد.
وقالت المصادر إن « دردشة » جرت بين الرجلين حول إمكانية مشاركة المعارضة في تشكيل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات والسعي نحو المشاركة في مختلف مراحل العملية الانتخابية.
وأوضحت المصادر أن ولد مولود أكد للمتحدث معه أن هذا اللقاء « غير رسمي »، ولكنه سيبلغ رفاقه في المنتدى والمعارضة الديمقراطية بتفاصيل ما جرى فيه.
وكان المنتدى قد أعلن بشكل رسمي أنه لم يدخل في أي مفاوضات مع النظام الحاكم، فيما رفض ولد مولود في مؤتمر صحفي أمس أن يعلق على الموضوع.
وبدأت الموالاة والمعارضة المحاورة منذ عدة أيام في اتصالات من المنتظر أن تنتهي بتشكيل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، وسط دعوات بالتريث لإتاحة الفرصة أمام مشاركة المعارضة المقاطعة.
ويعد تشكيل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات هو « حجر الزاوية » في العملية الانتخابية، إذ أنها تتولى تسيير العملية منذ بدايتها وحتى نهايتها، وعانت في السنوات الماضية من انتقادات حادة، حتى من طرف المعارضة المحاورة المشاركة في تشكيلها.