وقال ولد السالك؛ خلال مقابلة معه في نشرة بثتها القناة مساء الأحد وأعادتها فجر السبت إن أزمة مالية كبيرة عرفتها القناة المستقلة، وقال :آسف للمشاهدين وللشعب الموريتاني، لأنني سأتحدث عن أزمة قناة ربما تموت، وقد كنا نخطط لها على المدى الطويل“.
وأشار أباه ولد السالك وهو إعلامي مخضرم اشتهر بإدارة مؤسسة “موريتاني نوفيل” في التسعينات، إلى الأزمة المالي خصوصا بعد تأخر دفع رواتب ومتأخرات الصحفيين والفنيين، وأكد أن بعض المساهمين ممن تبلغ حصتهم 55% لم يساهموا في حل الأزمة المالية. وأشار إلى وجود مساهمين متوسطين بحصة 15%.
وقال :”إن الممولين يتحملون كامل المسؤولية، بعد أن قطعوا التمويل عن القناة منذ أربعة أشهر من الآن، والموظفون لم يتسلموا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر” متحدثا عن ضغوط نفسية لم تنفع معها محاولاته على المستوى الشخصي.
وأكد أباه ولد السالك الذي تحدث باللغتين الفرنسية والعربية أن بعض الممولين قال إن القناة تحولت إلى “قناة زنجية” وعلق على ذلك بالقول :”إن ما يهمني في القناة هو أن تكون لكل الموريتانيين، لم أهتم أبدا بقبائل الصحفيين ولا جهاتهم ولا انتماءاتهم، بل إن المعيار الوحيد هو الكفاءة“.
وحول هذا الاتهام أبرز ولد السالك ورقة توضح نسب البث باللغات تظهر أن العربية وصلت إلى 64% مقابل 20% للفرنسية، و9% للبولارية و 4% للسنونكية و 1% للولفية، و2% أخرى.
وبدأت قناة الساحل البث قبل شهرين، وهي أول تلفزيون موريتاني مستقل مرخص من طرف السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية (هابا)، وكانت تبث عبر قمر عربسات، إلى جانب قناتي “شنقيط” و”المرابطون” غير المرخصتين رسميا.
خط التحرير..
وقال إن لديه حلم قديم بتأسيس قناة تلفزيونية مستقلة، وأنه لا يملك موارد مالية، لذلك لجأ إلى أصحاب رؤوس الأموال، واتفق مع اثنين منهم على تمويل القناة بمبلغ 250 مليون أوقية، يتم تسديدها خلال خمس سنوات، دون فوائد، وأضاف لقد وقعنا التزاما بذلك أمام السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية”. مشيرا إلى أن جميع تكاليف القناة حتى الآن هي 50 مليون أوقية، وأنها كانت تبث من غرف متواضعة، وأن استديوهاتها وتجهيزاتها الكاملة وصلت نواكشوط مؤخرا.
وأردف قائلا :”ربما يكون هناك سوء تفاهم بسبب خط التحرير، لأني أكدت منذ البداية أن هذه القناة ستبقى منبرا للجميع من مختلف فئات المواطنين، ليست مع أو ضد المولاة أو المعارضة، وإنما تسعى لترسيخ الديمقراطية لدى الشعب الموريتاني، وأتحنا المجال لمن لم يكن لهم الحق في الحديث، وللفئات المهمشة”. وقال “حتى ولو كان خط التحرير هو الذي أغضب الممولين، فلن أتراجع عنه..الجميع لديهم الحق في الكلام“.
وأضاف إنه كتب رسالة إلى مجلس الإدارة قبل عيد الفطر المبارك وتحديدا يوم 17 أغسطس يلح عليهم بضرورة عقد اجتماع للمجلس من أجل الإطلاع على الأزمة والتدخل لإنقاذ القناة الوليدة.
وتحدث ولد السالك عن جاهزية استقالته التي يمكن أن تقدم فقط لمجلس الإدارة، بسبب أنه لم يعد من الممكن الاستمرار في ظروف كهذه، خصوصا الوضعية الاجتماعية الصعبة لـ 31 موظفا لديهم عقود عمل و29 متعاونا، لا يحصلون على رواتبهم.
مستقبل لم يتحدد
و شكر مدير الساحل تي في العمال من إداريين وصحفيين وفنيين، وكذلك المشاهدين ، وقال :”ربما سنلتقي مستقبلا في مشروع قناة أفضل”. وأعرب عن أمله في أن يواصل هو وطاقمه من خلال تجربة إعلامية ناجحة، مشيرا إلى أن لديه الإرادة في مواصلة مشروع ناجح و واعد، لكنه لم يتحدد بعد.
من جهته أكد جبريل جو، ممثل الصحفيين في القسم الفرنكفوني بالقناة، ما قاله أباه ولد السالك، وأشار إلى أنهم ضغطوا لأجل حل مشكلة الرواتب، وأن المدير أباه ولد السالك كان يقف إلى جانبهم.
وبدأت القناة تبث من حين لآخر بيانا مكتوبا، بالعربية والفرنسية جاء فيه :”مدير قناة الساحل السيد أباه ولد السالك وعمال القناة يعتذرون عن توقف البث بعد ساعات بسبب مشاكل مع بعض الممولين. ويعدون المشاهدين بأن يظلوا متمسكين بخطهم التحريري وسيعود صوتهم للمشاهد إن شاء الله “.