أكدت أن هذه الفتوى “لو صدرت من فقيه تقليدي من خارج دوائر السلطة لهان الأمر”
استنكرت منظمة النساء معيلات الأسر في موريتانيا ما وصفته بالفتوى الغريبة، التي وردت على لسان الفقيه والمستشار برئاسة الجمهورية إسلم ولد سيد المصطف، بمنع المرأة من مواصلة الترشح “إذا غلب الظن أنها ستنجح في الانتخابات الرئاسية”.
وقالت المنظمة التي ترأسها المناضلة الحقوقية آمنة بنت المختار؛ في بيان توصلت به صحراء ميديا، إن ولد سيد المصطف بهذه الفتوى “يقول بعبارة أخرى أنه مادام الأمر لعبة فيمكن السماح للمرأة بالمشاركة فيها ـ بما لتزيين اللوائح المترشحة أو بطاقات التصويت ـ أما حين يصبح واضحا أن الأمر دخل مرحلة الجدية وأصبحت المرأة قادرة على كسب معركة الانتخابات فينبغي منعها من مواصلة الترشح”، مشيرة إلى أن ذلك “يبرز بجلاء ازدراء هذا الفقيه والمستشار بالرئاسة للإدارة الشعبية والقوانين المعمول بها في الجمهورية”؛ بحسب تعبير البيان
وتساءلت المنظمة: “هل يعني المستشار بفتواه هذه أنه تجوز ممارسة التزوير لهزيمة المرأة عندما يغلب على الظن أنها ستنجح في الانتخابات؟ أم أنه ـ مثلا ـ حين تتأهل المرأة إلى الشوط الثاني مع الرجل يصبح الرجل رئيسا دون الحاجة الاقتراع لأن المسموح به للمرأة هو الترشح فقط وليس النجاح؟ وفي أية جمهورية ـ يوجد فيها أدنى احترام للقانون ـ يمكن تطبيق مثل هذه الفتوى؟”.
ونبهت إلى أن هذه الفتوى “لو صدرت من فقيه تقليدي من خارج دوائر السلطة لهان الأمر”، مضيفة أنها “حين تصدر من مستشار لرئيس الجمهورية مطلع بما فيه الكفاية على تطزر الموقف الفقهي من مسألة تولي المرأة لرئاسة الدولة، فإنها تأخذ قوة إضافية تجعلها مصدر قلق لكل المدافعين عن حقوق المرأة وكل المتعلقين باحترام القيم الجمهورية والمساواة التي يكفلها الدستور الموريتاني والمعاهدات الدولية لجميع المواطنين”.
وعبرت رابطة النساء معيلات الأسر عن رفضها “جملة وتفصيلا فتوى الفقيه”، متمنية أن لا يكون موقف هذا المستشار هو الموقف الرسمي من المسألة”، وطالبت الرابطة “برفع أي لبس حول هذا الموضوع بالوضوح الضروري وفي أسرع الآجال”.