تتجول بين غرف المرضى موزعة مساعدات مالية، جنتها من هنا وهناك، في مجتمع عرف بالتكافل والتعاطف. وسرعان ما تنتقل إلى ركن آخر من العاصمة نواكشوط، باحثة عن عنوان مريض يعاني، ويأمل أن تشكل له طوق نجاة..
النجاة بنت سيدي هيبة، حالة اجتماعية خاصة، ظهرت “قانونيا” عام 2011 عبر هيئتها التي باتت ذات شهرة في أوساط المرضى من الضعفاء والفقراء “هيئة النجاة للأعمال الخيرية”، لكنها بدأت عمليات قبل ذلك بأربع سنوات.
قبل عشر سنوات كانت البدايات الأولى، حين أصيبت والدتها بمرض الفشل الكلوي، الذي يتطلب تصفية دورية للدم وعناية طبية خاصة. تغيرت حياتها ونذرت نفسها لمساعدة المرضى، فتداعت عليها جهود فاعلي الخير.
الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي هي أدواتها. تباشر الحالات ثم تنشرها بالتفصيل، مقدمة عناوين أصحابها وعنوانها. وفي ذلك يدخل الهاتف و”فايبر” و”واتس آب” وصفحتها على “فيسبوك” مربط الفرس الذي يوثق كل اللحظات.
تقول في منشوراتها ” اتصلوا لا تترددوا تجدوننا دائما في انتظاركم. نحن وإياكم نجتمع لمساعدة المرضى المحتاجين. زورونا في المكتب او اتصلوا”.
مرضى من مختلف الأعمار شيب وشيبان، وقدموا من مناطق عدة، جمعهم شيء واحد هو الفاقة والحاجة. تراهم مبتسمين على أسرّة المستشفيات. بعد أن عاشوا دهرا وهم متجهمون في مواجهة مع الواقع البائس الحزين.
تقدم صفحة “هيئة النجاة” على فيسبوك نفسها بالقول إن قصتها هي “فكرة تحولت إلى مشروع عملاق لخدمـة البشرية”. عنوان يلخص حالة نادرة في عالم الجمعيات والمجتمع المدني، حيث تنتشر جمعيات الانتفاع المادي أو “الإعلامي”.
بالصور والفيديو تقدم الحالات التي تحتاج للمساعدة وتنشر نصوص الرسائل التي تردها. وبهذه الوسائل أيضا توثق تقديم المستحقات التي حصلوا عليها. وشعارها “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإنَّ الله بِه عليم”.
تقدم قوائم طويلة للمرضى مرفقة بأرقام هواتفهم للتواصل معهم، لمن يرغب في ذلك، وتقول إنها تريد أن تساعد في إضاءة نفق مظلم، أطبق عليه المرض والهم والحزن. وفي سبيل ذلك تتواصل مع الأشخاص والهيئات الحكومية والسفارات، وكل من يمكن أن يقدم مساعدة.
وتشير النجاة إلى أنها تعمل أيضا على التوعية للتبرع بالدم، وتقول “ساعدوا مرضاكم بالتبرع بالدم. إن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان وفضله على كثير من خلقه, ونهى عن ابتذال ذاته ونفسه والتعدي على حرماته, وكان من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس”.
في إطلالتها الإعلامية الوحيدة قبل أيام على أثير إذاعة صحراء ميديا في برنامج “صحراء توك” كانت النتيجة المباشرة تقدم أحد المتبرعين بسيارة لنقل المرضى، سرعان ما اكتسبت اللون الأحمر وكتب عليها بخط كبير “خاصة بنقل مرضى الفشل الكلوي”، فيما تكفل متبرع آخر بتزويدها بالوقود مجانا من المحطة التي يملكها.
باستثناء هذه الحالة، تدير النجاة معركتها ضد “الفشل الكلوي” بعيدًا عن أضواء الإعلام التقليدي. مفضلة الإعلام الحديث الذي سهل لها المهمات، واختصر الوقت.
رابط صفحتها على الانترنت
https://www.facebook.com/nejateelkhirye
هاتف للتبرع : 22436609