تسلم رئيس زمبابوي روبير موغابي، الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، ليبدأ مأمورية تستمر عاماً واحداً، ينتظر أن تكون الأكثر إثارة في حياة الرجل البالغ من العمر 91 عاماً.
موغابي الذي صافح سلفه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وتسلم منه شارة القيادة، أمس الجمعة، ألقى خطاباً غلب عليه الطابع الرسمي، رغم أنه اشتهر بخطاباته النارية التي يقول فيها إن “العنصرية سوف لن تنتهي أبدا طالما السيارات البيضاء لا تزال تستخدم الإطارات السوداء؛ العنصرية سوف لن تنتهي أبدا طالما أننا ما زلنا نقوم أولا بغسل الملابس البيضاء، ثم في وقت لاحق الألوان الأخرى”.
وفي نفس السياق كان موغابي يضيف أن “العنصرية سوف لن تنتهي أبدا إذا كان الناس لا تزال تعتبر ان الأسود يرمز إلى الحظ السيئ والأبيض للسلام؛ العنصرية سوف لن تنتهي أبدا إذا كان الناس لا يزالون يقومون بارتداء ملابس بيضاء لحفلات الزفاف وملابس سوداء في العزاء والجنازات”.
قبل أن يخلص إلى أن “العنصرية لن تنتهي أبداً طالما أولئك الذين لا يدفعون فواتيرهم يتم وضعهم في القائمة السوداء لا البيضاء، وحتى عندما نلعب (السنوكر)، لاتفوز حتى تغرق الكرة السوداء، ويجب أن تظل الكرة البيضاء على الطاولة، ولكن كل هذا لا يهمني، طالما أنني لازلت استخدم اوراق تواليت البيضاء لمسح مؤخرتي السوداء.. فأنا لازلت بخير”.
ويحكم موغابي بلاده منذ عام 1980، فهو أقدم حاكم في القارة السمراء، وفاز منذ عام بمأمورية رئاسية، خلال انتخابات شككت فيها معارضته التي يواجهها بقبضة من حديد، رغم حديثه الدائم عن جو الحريات في بلاده.
اشتهر موغابي بخطابه الحاد تجاه معارضيه وعدد من الصحفيين، ولكنه أكثر حدة عندما يتحدث عن الغرب وما يسميه “القوى الامبريالية”.
ويثير تولي موغابي لرئاسة الاتحاد الأفريقي مخاوف بعض المراقبين، خاصة فيما يخص العلاقة بين الاتحاد والمجموعة الدولية، في ظل الأزمات الكبيرة التي تواجهها القارة ويغلب عليها البعد الدولي لارتباطها بالإرهاب والأمن العالميين.
وكان سلفه ولد عبد العزيز قد نجح في تسويق هذه الملفات وطرحها على المستوى الدولي، خاصة خلال مشاركته في العديد من القمم: القمة الأفريقية-الأوروبية، القمة الأفريقية-الأمريكية، القمة الأفريقية-العربية، ومجموعة الثماني ومجموعة العشرين.
ويتساءل عدد من المراقبين الأفارقة عن إمكانية نجاح موغابي في التفاهم مع “القوى الامبريالية” التي يناصبها العداء، وهو الذي يواجه منذ عام 2002 عقوبات أوروبية وأمريكية تقيد حريته في السفر، وتصفه بعض هذه البلدان بـ”الرئيس المنبوذ”.
وكان موغابي قد قاطع العام الماضي القمة الأفريقية-الأوروبية التي انعقدت في بروكسل، على الرغم من تسلمه دعوة أوروبية خاصة، ولكنه رفض السفر لأن زوجته التي فرضت عليها عقوبات أيضا لم تحصل على تأشيرة.
وترى العديد من الدول الغربية تولي موغابي لرئاسة الاتحاد الأفريقي “إشارة غير مشجعة” تجاهها، فهو ينتمي لجيل من الأفارقة “المتحررين” والطامحين للخروج بأفريقيا من التخلف والنظرة الدونية التي تلقاها من بقية العالم، ولكنه يسلك إلى ذلك “مسلكاً صدامياً”، يقول أحد المراقبين.