شهدت قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط مساء الاربعاء ندوة فكرية ونقاشية حول تاريخ المرابطين في الصحراء او في موريتانيا حاليا،شارك فيها عدد من الباحثين ودارسي التاريخ والكتاب والأدباء والإعلاميين.
وقد كان محور النقاش يدور حول فكرة تطرق لها المحاضر الرئيسي الباحث الأمين بن محمد بابه، أستاذ بقسم التاريخ في جامعة نواكشوط عندما حاول الاجابة على سؤال جوهري يقول:لماذا نصدّق رواية البكري و نطعن في رواية القاضي عياض،مسألة الجوهر و خلاف المؤلفين حول رواية نشأة المرابطين.
حيث قال المحاضر إن رواية القاضي عياض جديرة بان نأخذها بعين الاعتبار باعتبارها وثيقة مهمة من شانها ان تقدم قراءة جديدة لتاريخ وجود المرابطين في هذه الصحراء ،ذلك الوجود الذي قوبل بالكثير من التشكيك وأحيانا الانكار من طرف عدد من دارسي تاريخ المرابطين بل والتاريخ الوسيط في المنطقة،
وأضاف الباحث: إن رواية أبي عبيدة البكري ظلت هي المعتمدة في تاريخ نشأة حركة المرابطين بينما دأبت المصادر و المراجع من بعدها على تجاهل رواية القاضي عياض.
ويمثل هذا الصدود منطلق دراسة نشرها في بعض الدوريات التاريخية المتخصصة وهي ترمي من خلال المقارنة إلى النظر في مصداقية الروايتين بواسطة نقد الرواية التقليدية و مراجعة ما ذهب إليه القاضي عياض.
الاساتذة والباحثون قدموا رؤاهم حول مضمون المحاضرة واسهموا بافكارهم واستنتاجاتهم التى جاءت في معظمها معارضة لرواية القاضي عياض،حيث قال الدكتور محمد ولد بوعليبة إن الموريتانيين ودارسي التاريخ في هذا البلد درجوا على تبنى رواية لا أساس لها من وجهة النظر التاريخية وهي قضية وجود المرابطين في هذا القطر،وأضاف أن النقود التي عثر عليها في منطقة أشاريم بتكانت برهنت على أن المرابطين وبالتحيد يوسف بن تاشفين لم يكن سوى حاكم مرابطي في مراكش وليس في موريتانيا الحالية ،وهو ما اعترض عليه المحاضر الامين ولد محمد بابة بالقول إن ثمة نقودا أخرى ثم اكتشافها وتعود الى العهد المرابطي في الصحراء.
بينما أشاد الدكتور حماه الله ولد مايابه بالطرح العلمي الرصين للمحاضر باعتباره يثير التساؤل العلمي المشروع حول قضايا جوهرية يجب الحديث عنها
في حين أجمع غالبية المتحدثين على اهمية إعادة طرح السؤال حول المسلمات التاريخية.
وقد مهد للنقاش الفكري الدكتور محمد قادرى مدير المركز الثقافي المغربي مستعرضا نبذة لبعض الإسهامات العلمية للدكتور الأمين بن محمد بابه والتي يمكن إيجازها في مؤلفاته التالية التي تناول فيها أيضا تاريخ المرابطين وهي:
1-السياق القبلي لحركة المرابطين،
2-رباط بن ياسين: أسطورة أم واقع،
3-اكدالة: قبيلة برمائية على الأطراف الغربية والجنوبية لأرض الملثمين،
4-تاريخ جنوب غرب الصحراء بواسطة تطور أسماء الأعلام: من صحراء صنهاجة إلى اتراب البيظان،
5-الجناح الجنوبي للمرابطين: محاولة استدراك وصياغة،
6-الجغرافيا التاريخية لموريتانيا،
7-الصحراء الأطلسية في العهد الوسيط: تميز وتمايز الفضاء الكدالي،
8-منزلة جوهر بن سكن من خلال روايات نشأة المرابطين.
وبرر الدكتور قادري سبب استضافته للدكتور الأمين بن محمد بابه بكونه أراد أن يشرك زملاءه من الباحثين فيما خلص إليه البحث الذي أنجزه حول هذا الموضوع، والذي تم نشره مؤخرا في إحدى المجلات البحثية والعلمية الإسبانية الرفيعة المستوى، وهو أيضا البحث الذي يزمع تقديمه كمشاركة في جائزة شنقيط، وهو بحث حظي كذلك بتعليق وبتزكية متميزة من لدن أحد أكبر المختصين في تاريخ المرابطين على المستوى العالمي وهو برازيلي الجنسية.
وقد القادري للتساؤلات التي وردت في النقاش وهي التي تتمثل في الجديد الذي يقترحه هذا البحث بالنظر لكون تاريخ المرابطين تحدث عنه وروت أخباره مئات المؤلفات سواء منها المصادر والمراجع العربية أو المراجع الغربية، حتى ليكاد يتهيأ للباحث لأول وهلة أن هذا الموضوع قد استوفى حقه من البحث والتمحيص.
ثانيا التساؤل اذي يتعلق بسبب اختيار هاذين المؤرخين وهما البكري والقاضي عياض دون غيرهما، علما بأن تاريخ المرابطين كتب عنه العديد من المؤلفين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: