توفي أمس السبت في نواكشوط، الوزير الأسبق سيدي محمد ولد محمد أحمد، المعروف بـ(الدَيّـيـن)، عن عمر يناهز ستة وتسعين عاماً، بعد أيام قضاها في العناية الخاصة بمركز الاستطباب الوطني في انواكشوط.
وُلـدَ سيدي محمد الديين في بوتلميت عام 1917، وهناك تلقى تعليمه المحظري، ودرس التعليم النظامي في موريتانيا والسنغال.
شغل عدة مناصب سامية في الدولة الموريتانية، حيث كان وزيرا في حكومة 1959، مكلفا بالتعليم والشباب والتربية، ثم أصبح وزير للشؤون الداخلية، في أول حكومة أعقبت المصادقة على دستور 1961، وهو ثاني وزير خارجية لموريتانيا، وشغل بعد ذلك منصب وزير الوظيفة العمومية.
تولى الراحل سيدي محمد الديين، حقيبة الخارجية ما بين عامي 1963 و1965، ليقود الديبلوماسية الموريتانية في وضع إقليمي ودولي صعب، وختم مشواره الوزاري بحقيبة الإسكان والعمران.
ليتوجه للعمل العلمي، حيث عين في منصب المدير العام لمعهد بوتلميت الإسلامي 1968، و أشرف على تخريج دفعات من طلبة المعهد، الذين أصبح لهم شأن فيما بعد، حيث برزوا في السياسة، وإدارة الدولة.
وبعد انتهاء فترة العمل في المعهد الإسلامي، أمضى مدة في نواكشوط دون مسؤوليات رسمية، قبل أن يتوجه للعمل في شركة معادن أكجوجت، وفيها ختم مساره العملي، حيث أقعده المرض، في الفترة اللاحقة.
وكان الديين خلال حقبة الاستقلال من أكثر الشخصيات الوطنية نشاطاً، ونضالا في سبيل بناء الدولة الحديثة، وهو الذي اختار كلمات النشيد الوطني.
ويعد الديين، من مزدوجي الثقافة واللغة، فهو ضليع في الثقافة العربية، والمعارف الإسلامية، إلى جانب معرفته العميقة بالثقافة الفرنسية، وكان يميل في حياته إلى البساطة، وبحسب العارفين به، والمعاصرين له عرف بالنزاهة والصدق والتدين. وأنه كان يعمل بصمت وجد وإخلاص.
وفي مطلع ثمانينات القرن الماضي، أصيب الراحل، بمرض عضال أفقده القدرة على الكلام بشكل واضح، وقضى السنوات الأخيرة من عمره، بين نواكشوط وبتلميت، منهمكاً في الذكر والتلاوة.
ويعد الفقيد من آخر الأحياء من أعضاء ثاني حكومة موريتانية بعد الاستقلال الذاتي، و التي تشكلت عام 1959.
ووري جثمان الفقيد الثرى أمس السبت، في مقبرة (البعلاتية) شمال بوتلميت، إلى جانب الرئيس الأسبق المختار ولد داداه، وعدد من علماء وقادة البلد.