صحراء ميديا ـ خاص
لم تكن أسرة أهل بزيد، المقيمة في حي دار السلامة في أقصى دار النعيم، تدري أن ابنها محمد عبد الرحمن المولود في أواسط الثمانينات، سيصلي المغرب ثم يتجه إلى بوابة القصر الرئاسي ليحرق نفسه.
محمد عبد الرحمن، خريج قسم اللغات، بمتريز في اللغة الإسبانية، التحق بجامعة نواكشوط عام 2003، بعد حصوله على باكلوريا الآداب الأصلية في نفس السنة، يصفه أحد زملائه في الجامعة بـ”المرح والمجد”، كما يعرف عنه كثرة طرحه للأسئلة على أساتذته.
مساء الخميس صلى المغرب في المسجد القريب من محل إقامته، وعاد ليسأل أخته “امعيدلة” عن الوجبة التي يحضرونها الليلة، فأخبرته بطبيعتها، ليخرج على أن يعود إليهم وقت العشاء.
توجه الشاب إلى مقاطعة السبخة حيث قام بشراء كمية من البنزين، ثم توجه بعد ذلك إلى بوابة القصر الرئاسي المقابلة لمجلس الشيوخ، وسكب البنزين على دراعته، قبل أن يشعل عود ثقاب في نفسه، ويتجه إلى أفراد الحرس الواقفين أمام البوابة، ليطلقوا أربع طلقات تحذيرية فوق رأسه.
التحق عناصر الحرس ب”الدحان”، كما يعرف في منزل أهله، وحملوه إلى المستشفى الوطني، ليلتحق به وكيل الجمهورية.
كان الشاب قد دخل في أزمة نفسية عميقة بعد وفاة والدته في 17 أكتوبر 2011، حيث كانت من أخص أصدقائه، ليعود من محل عمله “عرش الزريبه” التابعة لمقاطعة الظهر، حديثة النشأة.
وفاة الوالدة ألقت بظلالها على حياة الشاب، وبدأت أفكار سوداوية تراوده، حسب مقربين منه، فكان يقول لأخواته “إنه لا معنى لحياته”.
ضاعف الأمر تعليق راتبه بعد تغيبه عن محل عمله الناتج عن وفاة والدته، في ظل رفض السلطات الإدارية الاعتراف بشهادة الوفاة التي يستصحبها.
في تلك الأثناء اقترض الرجل مبلغا ماليا من المصرف، اشترى من خلاله سيارة، كان يستخدمها في تنقلاته، قبل أن يبيعها بمبلغ 400 ألف أوقية، قال إخوته إنها ذهبت كلها في السجائر.
عاد ولد بزيد إلى مدينة النعمة وأمضى فترة بدون أن يرفع عنه التعليق، ليعود أدراجه إلى العاصمة ويقضي وقته أمام التلفزيون.
وفي تصريح لصحراء ميديا ناشد محمد محمود شقيق الشاب رئيس الجمهورية التدخل للأمر بعلاجه في الخارج.
معلومات “صحراء ميديا” أفادت أنه اقترب من القصر بحثا عن لقاء رئيس الجمهورية، غير أن عناصر من الحرس الرئاسي منعوه من الاقتراب من الرئاسة بأسلوب خشن، قبل أن يعود ويشعل النار في نفسه.
ويؤكد إخوته أن الإحباط وتراكم الديون وما يراه الشاب “ظلما” ترادفت على الرجل، أضف ليها عامل الصدمة بعد وفاة والدته لتدفعه في لحظة ما إلى القيام بهذا التصرف.