وأضاف ولد عبد العزيز “وكما أكدت أمام الجماهير التي هبت لنصرة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، أعود وأؤكد مرة أخرى أن القوانين ستطبق بكل صرامة ودونما تردد على من اقترفوا هذا الجرم الشنيع”.
وأكد أن الديمقراطية وحرية التعبير والفكر تتوقف عندما تصل حدود معتقدات ديننا الحنيف الذي هو بالنسبة لنا فوق كل الاعتبارات وسنتصدى بكل حزم وصرامة ، قيادة وشعبا،
وأشار الرئيس في خطاب ألقاه في افتتاح النسخة الرابعة من مهرجان المدن القديمة في ولاتة، إن المهرجان هو حدث مهم يندرج ضمن البرنامج الوطني “الساعي لاستعادة هوية مجتمعنا، وربط الصلة بين ماضيه المجيد وحاضره، ومستقبله الواعد”.
وأشاد ولد عبد العزيز بمدينة ولاته التاريخية، قائلا إنها ظلت من أهم مراكز الإشعاع الحضاري بالمنطقة وقد أظهرت حولياتها سعة ثقافة أهلها، والمكانة الرفيعة لعلمائها الذين دلت مراسلاتهم مع علماء المشرق العربي على أنهم أصحاب مدرسة فكرية وعلمية متميزة تصدر العلماء وتراكم المعرفة في آلاف المخطوطات التي حفظت لنا ثروة نادرة من المعارف الإنسانية الأصيلة .
وأضاف “لم تكن معارف الولاتيين نظرية فحسب وإنما كانت بالإضافة إلى ذلك علمية تطبيقية تجلت في العمارة الفريدة التي امتازت بها دور ولاته العامرة بالخير وجامعها المؤسس على التقوى من أول يوم”.
وأشار إلى أن التغيير الذي عرفته وسائل التجارة العالمية والإهمال وعوادي الزمن من بين أمور تضافرت لحجب تلك الصورة الناصعة لمدينة ولاته وربطها بواقع مرير من النسيان والتهميش وهو ما جئنا اليوم نضع له حدا.
ولكن شدد على أهمية استعادة مدينة ولاته لدورها التاريخي المجيد ومكانتها العلمية الرفيعة، “وهو ما يتطلب منا جميعا تكاتف الجهود من اجل تحقيق تنمية متكاملة من شأنها أن تنهض بالمدينة وساكنتها من خلال التوظيف الأمثل لما تمتلكه من إمكانيات سياحية واقتصادية وعلمية وبمشاركة الجميع”.
وأضاف “إننا لن ندخر جهدا في سبيل الرقي بمدننا القديمة لتعود كما كانت مراكز إشعاع علمي ومحاورا للنشاط الاقتصادي”.
وشكر ولد عبد العزيز، كل من ساهم في إنجاح النسخة الرابعة من مهرجان المدن القديمة في مدينة ولاته كما اشكر الضيوف والمشاركين وجميع الزوار الذين أعطوا بحضورهم المتميز بعدا حيويا لهذا المهرجان الذي سيسهم لا محالة في وصوله إلى الأهداف المنشودة.
وافتتح الرئيس ولد عبد العزيز صباح اليوم الثلاثاء بمدينة ولاته النسخة الرابعة من مهرجان المدن القديمة الذي استحدثته وزارة الثقافة والشباب والرياضة قبل ثلاث سنوات.
وقص ولد العزيز، الشريط الرمزي إيذانا ببدء المهرجان الهادف الى نفض الغبارعن التراث الموريتاني في المدن القديمة، وتعزيز مساهمتها في التنمية الوطنية قبل أن يقوم بزيارة للمعارض المقامة في إطارمهرجان ولاته.
وتضمنت هذه المعارض منتوجات متنوعة عكست إنتاجية سكان المدن القديمة كماأظهرت الخصوصيات التي تتمتع بها كل مدينة وعلى وجه الخصوص مدينة ولاته .
ونظم استقبال شعبي للرئيس لدى وصوله مدينة ولاته، من طرف الفعاليات الاجتماعية والثقافية في المدن التاريخية الأربعة.
وقد انتظم عشرات من سكان ولاته على امتداد الطريق المؤدي اليها من عاصمة ولاية الحوض الشرقي، ومعهم الخيالة والجمالة.
ووضع الرئيس، الحجر الأساس للمباني الإدارية لمقاطعة ولاته والتي تشمل مكاتب وسكنا للحاكم. وتفقد المركز الصحي في ولاته وأعطى إشارة انطلاق قافلة طبية بهدف تقديم العلاجات للمواطنين مجانا وتقريب الخدمة الصحية منهم، كما زار مؤسسات مدرسية في ولاته من اجل الاطلاع على الخدمات المقدمة للتلاميذ في المناطق النائية.