

في باحة الأكاديمية الدبلوماسية بنواكشوط، تشرح “سلمى التجاني” أمام جمعٍ من الدبلوماسيين طريقة تحضير طبق “الملوخية”، بوصفه أحد أشهر الأطباق الشعبية في بلدها السودان، اختارته ليمثل بلدها في المعرض الأفريقي للأطباق التقليدية الذي نظمته وزارة الخارجية الموريتانية، اليوم الأربعاء، احتفاء بذكرى الوحدة الأفريقية.
إلى جانب السودان، شاركت في المعرض تسع دول أفريقية، أبرزت نماذج من مأكولاتها التقليدية، وحملت رسالة للتحذير من الجوع، وسط تقارير دولية تنذر بمجاعة قد تضرب العالم، ستكون تداعياتها أكبر على القارة الأفريقية.
تناول سلمى أحد الدبلوماسيين قطعة من طبق “الأقاشي” الشعبي، ثم تشرح طريقة تحضير الطبق الرائج في غرب السودان، قبل أن تضيف: “الأقاشي وجبة صحية وتفتح الشهية، يتناولها السودانيون على أنها علاج وغذاء في نفس الوقت”.
مصر هي الأخرى عرضت نماذج من مطبخها العريق، وكان في مقدمة وجباتها المعروضة طبق “الكُشري”، الذي يعتبر من أشهر الأكلات الشعبية في مصر، ويتكون من المعكرونة والأرز والعدس والبصل المقلي وصلصلة الطماطم.
أما السنغال شاركت في هذا اليوم بدرة أطباقها، الأرز بالسمك المعروف محليا باسم “تيبوجن”، والذي تصفه مريم صاو بأنه “طبق وطني”.
وتضيف مريم التي تمثل السنغال في المعرض، أن الطبق “له مذاق خاص وشهي، وأي شخص يزور السنغال لا بد أن يتناوله، لأنه يمثل هويتنا الأفريقية، ونشترك فيه مع موريتانيا”.
الدبلوماسي الموريتاني عبد القادر ولد محمد، قال في تصريح لـ “صحراء ميديا”، إن المعرض ينظم للسنة الثانية على التوالي احتفاء باليوم الأفريقي، ويصفه بأنه فرصة يلتقي فيها الأفارقة من أجل عرض تقاليدهم ووجباتهم الشعبية، تعبيرا عن اعتزازهم بها.
وفي هذا السياق قالت الأمينة العامة لوزارة الخارجية العالية بنت منكوس، إن شعار هذا العام يكتسي أهمية خاصة، نظرا لما واجهته الدول الأفريقية في السنوات الأخيرة من تداعيات “خطيرة” جراء كورونا والتغير المناخي والحروب.
وتابعت بنت منكوس: “مما لا شك فيه أن هذه الوضعية تفاقمت مما انعكس سلبا على الأمن الغذائي في أفريقيا”.
ونوهت الأمينة العامة على أن هذه الوضعية تفرض على الدول الأفريقية توحيد الجهود لضمان “الحق” في الغذاء و”السعادة” الغذائية للشعوب الأفريقية.
وأكدت أن موريتانيا تأمل أن تتجاوز طموحات القارة الأفريقية الحديث عن الأمن الغذائي وتحسين التغذية، لتصل إلى تحقيق السيادة الغذائية.