المشاركون في القمة أجمعوا على أهمية أن تكون ريادة الأعمال والرأسمال البشري والتكنولوجيات الحديثة آليات عابرة للحدود بهدف تحقيق الاندماج الإقليمي بالقارة الأفريقية.
ذلك ما أكدته مداخلات المشاركين في واحدة من جلسات القمة التي احتضنتها المدينة الحمراء، حيث أكد المتدخلون أن المقاولين الشباب يعتبرون العامل الأساسي في التغيير والتقدم، ودعوهم إلى “الاستفادة من الفرص التي تمثلها التكنولوجيات الحديثة، والمؤهلات الكبيرة للاستثمار بالقارة الأفريقية من أجل الانطلاق في مشاريع مبتكرة وخلاقة واستكشاف فرص التنمية في سوق هائلة، خارج الحدود ونحو آفاق اندماج إقليمي مرغوب فيه، لكنه ضعيف التحقق”.
أبرز ما ميّز أجواء قمة مراكش هو الحضور اللافت لرجال الأعمال والمقاولين من فئة الشباب، الذين وجدوا فرصة في القمة التي تعد موعدا عالميا كبيرا للمقاولات المتوسطة والصغيرة وروح المقاولة الخلاقة، وتنعقد للمرة الأولى في بلد عربي إفريقي.
انفتاح الشباب..
قمة مراكش التي تنظم تحت رعاية مباشرة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، حضرها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أعلن أمس الخميس خلال القمة عن إطلاق برنامج لتعزيز “التبادل عن بعد” بين الشبان العرب والأميركيين، وذلك بغرض تعزيز التفاهم المتبادل.
وقال بايدن على هامش قمة ريادة الأعمال إن “أكثر من مليون شاب” سيستفيدون من هذه المبادرة بهدف تعزيز “روح الانفتاح” و”الإسهام في تعزيز العلاقات بين الشباب الأميركيين وشباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وبحسب تصريحات جو بايدن فإن “المساهمة القيمة للتكنولوجيات الحديثة للمعلومات” سيكون لها دور أساسي في بناء هذه العلاقات بين الشباب.
وأكدت ثلاث دول عربية على الأقل، وهي المغرب وقطر والإمارات العربية المتحدة، مشاركتها في البرنامج عن طريق الدخول في التزامات مالية سيبلغ مجموعها أكثر من 31 مليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.
التنمية والأمن..
جو بايدن الذي احتفل أمس بعيد ميلاده في أحد الفنادق الراقية بمدينة مراكش المغربية، أشاد بالنموذج المغربي وقال إن المبادلات التجارية بين المغرب وبلاده ارتفعت بنسبة 300 في المائة منذ 2006، مؤكداً أن واشنطن تعتبر المغرب “بوابة نحو أفريقيا”.
وأجرى بايدن أول من أمس الأربعاء مباحثات مع الملك محمد السادس حول سبل مواجهة “التطرف” وخصوصا في منطقة الساحل وفي الشرق الأوسط.
المباحثات كانت فرصة لاستعراض وجهات النظر في ملف الحرب على الإرهاب كما تسميه الولايات المتحدة، والحديث بشأن الرؤية المغربية لـ”أهمية الجوانب غير العسكرية” في مكافحة حركات “التطرف العنيفة”، من خلال العمل الاجتماعي.
وكان العاهل المغربي قد توجه برسالة إلى المشاركين في قمة الريادة أكد فيها “اعتزاز المغرب بانعقاد الدورة الخامسة لقمة ريادة الأعمال، التي أطلقها فخامة الرئيس باراك أوباما سنة 2009، لأول مرة على أرض إفريقية”.
وأشار الملك محمد السادس إلى أن انعقاد القمة بالمغرب “يؤكد مكانة وطموح المملكة، التي تعتبر تعزيز شراكتها مع القارة خياراً استراتيجيا محسوما لا رجعة فيه”، مذكرا بأن “المغرب، استنادا إلى اختياراته الكبرى، وقيمه الثابتة، يؤكد التزامه القوي بأهداف القمة العالمية لريادة الأعمال”.
وفي ذات السياق أبرز الملك أن المغرب “يعبئ طاقاته من أجل النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة، ويستثمر في ثقافة ريادة الأعمال، ويشجع تبادل الخبرات والمعارف، والاستغلال الأمثل لعناصر التكامل، خاصة بين بلدان الجنوب”.
ورفض الملك في رسالته النزعة التشاؤمية التي طالما خيمت على القارة الأفريقية، داعياً الحكومات إلى أن “تحفز روح الثقة لدى شبابنا، لإقناعهم بما يتوفرون عليه من مؤهلات ذاتية وقدرة على التعلم، وعلى اتخاذ المبادرة”.